ثقافة السينما التونسية وجهة جوائز مهرجان نامور المفضلة... بقلم شادية خذير
بقلم الإعلامية: شادية خذير
وجهة البايارد الذهبي لمهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور البلجيكية في دورته التاسعة والثلاثين كانت تونس لهذه السنة أيضا (فيلم "تحت الشجرة" لأريج السحيري حصل على البايارد الذهبي في الدورة السابعة والثلاثين ) فالمهرجان الذي اختتمت فعالياته نهاية الأسبوع الماضي يوم 4 أكتوبر 2024 اختارت لجنة تحكيمه برئاسة المخرج والمنتج السويسري فريديريك باييف إسناد الفيلم الجديد للطفي عاشور" الذراري الحمر" أفضل جوائز المهرجان.
فيلم" الذراري الحمر" الذي شهد عرضه العالمي الأول بلوكارنو السينمائي ضمن مسابقة سينمائيي الحاضر هو إنتاج تونسي فرنسي بلجيكي ينطلق من حادثة إغتيال الراعي السلطاني نوفمبر سنة 2015 ليحولها الى فيلم روائي يستذكرمهاجمة إرهابيين لإثنين من الرعاة وقطعهم لرأس أحدهم في منطقة جبل المغيلة شمال غرب البلاد.
دراما إجتماعية تدوم 100 دق وتروي لنا ماحدث من وجهة نظرالبطل الرئيسي أشرف البالغ من العمر 13 سنة والذي وجد نفسه مجبرا على إيصال رسالة الارهابيين لعائلة إبن عمه نزار، منطلق الحكاية حادثة قطع الرأس و ما كشفته من هشاشة في التعاطي مع الحدث لدى السلطات التونسية وقتها وفشل وتردد في إدارة أزمة، صورها المخرج ليعيد للأذهان مرحلة سوداء من تاريخ البلاد ، تخللتها الاغتيالات والعمليات الإرهابية ومازالت تحمل أسئلة كثيرة تنتظر جوابا ورغم مرور قرابة التسع سنوات ألا أن المخرج نفسه لم يقدم أية إجابة في فيلمه عمن وراء هذه العملية أو عن مصير منفذيها وإكتفى في قصته بتصوير الساعات التي سبقت و تلت قطع رأس الراعي نزار .
الفيلم يمزج بين أحداث حقيقية تابعها التونسيون في نوفمبر 2015 وبين ما يجول في ذهن الفتى أشرف و محاولته فهم ما حدث بطعم ممزوج بإحساس بالذنب والمسؤولية عما حصل وهو يعكس عجزا عن إستيعاب طفل في عمره لحدث صادم و مرعب لا يمكن لشخص عادي استيعابه فما بالك بفتى في عمره .
وتتجول كاميرا لطفي عاشور بشكل بانورامي لتعرض لنا مشاهد طبيعية في جبل المغيلة الواقع بين ولايتي القصرين وسيدي بوزيد والذي تحول الى منطقة عسكرية مغلقة ليقترح علينا جمال غطاء نباتي وحيواني للمنطقة والتي كان يعول عليها كثيرا لتتحول الى مسلك سياحي للجهة قبل أن يغير الارهابيون وجهتها , وقد نال مدير تصوير الفيلم wojciech Staron جائزة أفضل صورة
"ماء العين " لمريم جعبر يعود بجائزة العمل الأول
وضمن مسابقة العمل الأول تحصلت مريم جعبرالمخرجة التونسية الكندية على بايارد العمل الأول عن فيلمها الطويل "ماء العين" وهو إنتاج تونسي فرنسي كندي عادت فيه المخرجة لفيلمها القصير" إخوان" المدرك القائمة النهائية للأفلام المتنافسة على الأوسكار في الدورة 92، لتحوله الى فيلم طويل مع المحافظة على الشخصيات الرئيسة وهم محمد قريع وصالحة النصراوي .
وكان ماء العين اختير ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين في دورته الرابعة والسبعين .
وتنافس فيلم مريم جعبر على جائزة العمل الأول ضمن مهرجان الفيلم الفرنكوفوني في دورته التاسعة والثلاثين مع فيلم Horia لأنا ماريا كامينسكو وفيلم Diamant brut لآغات رديغر و Jour de chasse لآنيك بلان و L’amazone لإيميلي مارشيال و Little Jaffna لفالا ندي لاورنس و » أبي لم يمت « للمغربي عادل الفاضلي و Niki لسيلين سالات .
وتعتبر المديرة الفنية لمهرجان الفيلم الفرنكوفوني نيكول جيلي في حديث لـأخبار الجمهورية عن إختيارات الدورة الحالية للمهرجان أن مختلف الافلام سواء كانت في المسابقة الرسمية أو في مسابقة العمل الأول تنتمي لسينما متنوعة ثرية قادمة من كل أنحاء العالم ، وتلاحظ أن موضوع العائلة والعلاقات الأسرية طبع البرمجة الحالية بالاضافة الى مواضيع لها علاقة بالحرب أوالارهاب مثل الفيلمين التونسيين المشاركين هذه السنة للطفي عاشور ومريم جعبر، وتضيف "مع العلم أننا في قسم عروض الافلام الاولى اخترنا كذلك افلام بامكانها أن تكون محركا للجلب الجمهوركالافلام التونسية والمغربية والافريقية وهو اختيار واع."
كما تقول مديرة البرمجة الفنية "الافلام التونسية فرضت نفسها لجودتها فمريم جعبر طورت فيلمها الأول الذي أعجبنا كثيرا في الدورات الماضية والذي اقنعتنا مخرجته بأسلوبها وكذلك فيلم عاشور الذي كان خفقة قلب بالنسبة لنا، الفيلم يتحدث عن الإرهاب ولكنه يحمل نظرة سينمائية متطورة التقنيات على مستوى السرد والجمالية. ويحسب للفيلمين التونسيين الإدارة الجيدة للممثلين فضلا عن جودة عالية للصورة ."
بداية جولة جديدة في ماراتون حصد الجوائز تعد بها المخرجة التونسية مريم جعبر عن فيلمها "ماء العين" النسخة المطولة لفيلم "اخوان "والذي حصد قرابة السبعين جائزة فبعد برلين ومالطة ونامور يتجه نحو مهرجان الجونة السينمائي بمصرللمشاركة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الذي ينطلق في الرابع والعشرين من أكتوبر بينما يتوقع أن يكون فيلم لطفي عاشور أن يكون حاضرا ضمن الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية .